بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البنت وخسائر الإنترنت
أعترف بحبي للإنترنت وبأنه أصبح جزءاً من حياتي اليومية وأسعد بفوائده المعروفة وأدعو بها للجميع.. لكني أهمس لكل بنت بكل الود والاحترام: لا تقضي أوقاتاً طويلة في تصفح مواقعه "وقاومي" إغراءات الألعاب و برامج التسلية و"الدردشة" واعتدلي في التعامل معه فمن عيوبه أنه يعطي صورة غير حقيقة عن الحياة وبمرور الوقت يحرمك من التعامل "الموفق" مع الواقع ويجعلك تضيقين به فتهربين للإنترنت.
حياة مغشوشة:
قد تجدين حياتك بالإنترنت لطيفة حيث تحصدين العشرات من ال "لايك" على ما تكتبينه، وتقرأين كلاماً يعجبك وتقومين بنقله وتحتجين على ما ترفضينه ويبدو و"كأنك" تتحكمين بالأمور بينما الحياة مختلفة فالناس على الإنترنت ألطف من الواقع لأنه حياة مغشوشة.
لذا سارعي وأنقذي نفسك واحرصي على توسيع حياتك "الحقيقية" بالزيارات العائلية وبممارسة الرياضة في مركز نسائي وبالتنزه مع صديقاتك ولا تنغلقي على الإنترنت فسيسرق منك تدريجياً-قدراتك على التواصل الاجتماعي "الذكي".
بتلقائية شديدة:
أتمنى أن تفكر كل فتاة جيداً قبل وضع صورها على الإنترنت وأثق أن غالبية البنات يفعلن ذلك بتلقائية شديدة، ولكن الخسائر قد تأتيها ليس لاحتمال الاستغلال السيئ للصور فقط، فعندما تضع صوراً بها "بعض" الدلال يتراجع نصيبها من التقدير لدى زملائها، وإن "أمطروها" بكلمات الإعجاب، كما تظهر نفسها بمن "تبحث" عن الغزل والاهتمام مما يسيء إليها كثيراً.
وتلجأ بعض البنات لوضع صور للزفاف، وهو ما يدل على تعجل للزواج أو وضع صور لفتيات جميلات، وأحياناً بأوضاع دلال زائد مما يخصم من رصيدهن كثيراً.
الوحدة والزواج:
وأهمس لكل بنت: لا تكتبي في صفحات الإنترنت عن إحساسك بالوحدة، أو رغبتك بالزواج، ولو من باب المزاح، فقد رأيت كثيراً بنات تعلقن على خطبة، أو زواج صديقة بجملة: "عقبا لي".
وأود ألا تذكري على الإنترنت اهتمامك بأن تكوني زوجة جيدة حتى لا تكوني كمن تقوم بالدعاية لنفسها، ولا تنسي أهمية تذكر أن الشاب ليس غبياً، وأنه يفضل من تبدو بحالة "استغناء" عن طلب العرسان.
ولا تكتبي أي كلمة لشاب خارج الموضوعات العامة، فلو كان يريد الزواج منك سيتراجع وتحفظي على الإنترنت أكثر من الواقع، ولا تتحدثي ليلاً مع أي شاب، فهذا أمر هام جداً، يغير نظرة الشاب للبنت، وهو ما عرفته من الشباب أنفسهم.
المشاعر والأحلام:
تتعامل بعض البنات باطمئنان زائد في المنتديات التي تشترك فيها عبر المواقع المختلفة، فتتحدث عن مشاعرها وعن أحلامها وتصبح "فريسة" سهلة لأي رجل عابث، وتدفع الثمن غالياً كما حدث لبنات عايشت معهن تجاربهن القاسية وشاركتهن الألم الشديد.
وأتمنى التعامل بحذر بالغ في المنتديات وعدم الثقة بالغرباء.
وألا تساهم البنت عندما يتبادل الشباب التعليقات الجريئة، ولتكتفِي بالقراءة "وتقاوم" الرغبة بالمزاح معهم، فالتحفظ يعطي انطباعاً جيداً عن الفتاة بعكس الجرأة.
حماية الخصوصية:
تكتب بعض البنات ما تحس به بتلقائية زائدة على الإنترنت، مثل: الجرح كبير بقلبي، أحاول النسيان، التعامل مع الأهل كارثة.
وأهمس لكل بنت: المطلوب حماية الخصوصية، فكلما "قل" ما يعرفه الناس عنك في الواقع، وفي الإنترنت ربحت والعكس صحيح.
وهذا ليس قيداً، ولكنه ذكاء، فلن تقفي بميدان عام لتخبري "كل" البشر بأحاسيسك ومشاكلك الشخصية والإنترنت أكبر من أي ميدان عام، وما تكتبينه سيكون لك أو ضدك.
حذراً وليس خوفاً:
التعارف بين الشباب والبنات على الانترنت ببراءة زائدة خطأ، فلا بد من الحذر الذكي، وليس الخوف المزعج.
فلا تنخدعي بكلام عاقل ورزين أو يدعي التدين ولا تعطي هاتفك لأحد على الإنترنت، ولا تكتبيه ولا "للثرثرة" مع الشباب فسيستدرجك أحدهم لما يريده ولو بعد حين، فهم لا يحبون الثرثرة، وعندما يسعون إليها تكون "طعماً".
ولا ترسلي طلب صداقة لأي شاب، وقبل قبول طلب صداقة شاب ادخلي على صفحته وافحصيها جيداً ويفضل عدم قبول إلا الأقارب فقط، وضعي خطوطاً صفراء حتى لا تصلي للخطوط الحمراء على الإنترنت، وعندما تجدين أنك تنتظرين تعليقات شاب بعينه توقفي لتعيدي النظر بتعاملك معه، ولا تخدعي نفسك أبداً فتندمي مثل الكثيرات.
مواقع الزواج:
تجنبي مواقع الزواج بالإنترنت، وصفحات الزواج بالصحف، فقد أخبرتني بنات كثيرات عن وقوعهن ب"كمائن" هذه المواقع فكثير من العابثين والمتزوجين يدخلونها للتسلية ولاستغلال رغبة البنات بالزواج ويلقون الطعم إليهن بالانبهار بالفتاة، وبالكلام المعسول الذي "تتعطش" الفتاة للاستماع إليه لمعاناتها من الفراغ العاطفي، ثم يحاول الرجل "استدراجها" لعلاقة جسدية سواء بعد مقابلتها، أو من خلال الكاميرا.
لا تستطيع الاستغناء عنه:
وأتذكر فتاة "ضاع" من عمرها ثلاثة أعوام في علاقة مع شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت، وقدَّم نفسه لها باعتباره ملاكاً، وكان يبالغ بتحذيرها من الشباب العابث حتى "اطمأنت" إليه تماماً، وأخبرها ببعض الأكاذيب، واستراحت إليه، ونشأت بينهما علاقة عاطفية، ثم تحولت لعلاقة غير محترمة.
وأرسلت إلىَّ تشكو من عدم قدرتها على الاستغناء عنه، ومن "تأجيله" التقدم بالزواج، فاقترحت أن تكلمه من حساب مختلف، وكانت النتيجة التي ذهلتها أنه كرر نفس ما قاله لها في أول حديث بينهما.
تهديد وابتزاز:
وتابعت فتاة أخرى لأشهر طويلة حتى تمكنا بفضل الرحمن من التخلص من ابتزاز شاب تعرفت عليه عبر الإنترنت، وقام بتسجيل مكالماتها له، وهددها بإرسالها مع صورها لأهلها، وحصل منها على مبالغ مادية كبيرة، ولم يكتف بذلك، وطالبها بعلاقة جسدية كاملة.
واتفقنا أخيراً على إيقاف نزيف الابتزاز وبمبدأ "وجع ساعة ولا كل ساعة" ورفضت الخضوع، واتصل بأهلها، وعلم والدها وضربها بشدة، ومنعها من استكمال الدراسة لعدة أشهر، ثم سمح لها بعد أن تأكد من استيعابها للدرس.
الصفحات الكوميدية:
وأود أن تحذر البنات قبل الاشتراك في الصفحات الكوميدية على الفيس بوك، فكثيراً ما تحتوي على فيديوهات، وكلمات إباحية تسئ إليها بالطبع عندما يراها من يدخل على صفحتها الشخصية، والأفضل أن تدخل على هذه الصفحات لتضحك على النكات ولتضحك عليهم وترفض زيادة أعداد المشتركين بالصفحة ولا تضع نفسها مع من يشاهدون المواد الإباحية أبداً.
أمور شائكة:
تنسى بعض البنات أن الفيس بوك يراه الجميع فلا تتحفظ في تعليقاتها مع صديقاتها فما ترفض قوله أمام الرجال من زملائها عليها ألا تقوله في الفيس بوك، ولتمتنع عن الحديث بجرأة مع صديقاتها المتزوجات عبر الفيس أو التعليق عن أمور شائكة عبر المنتديات إلا إذا كانت خاصة بالنساء فقط وأفضل ألا تتحدث باسمها الشخصي، وأن تدخل باسم مستعار مع تذكر عدم جدوى الكثير من هذه المشاركات والأفضل الاكتفاء بالمتابعة إن رغبت.
أستطيع فرض حدودي:
بعض البنات تردد مقولة: شخصيتي قوية، ولا أخاف الرجال عبر الإنترنت، وأستطيع فرض حدودي عليهم، وأمزح مع من أريد ولست معقدة.
وأرد بكل الود والاحترام: لا يوجد رجل "واحد" يقبل بمزاح أخته ولا لزوجته بالطبع مع الرجال عبر الإنترنت.
إلا إذا كان بريئاً جداً، وبلا أية تفسيرات سيئة، وألا يتكرر مع أحد بعينه، ويفضل الامتناع عنه ومن تتناسى ذلك تضع نفسها في مكان ومكانة لا أرضاها لها.
فقوة الشخصية تعني النضج وعدم رفض الواقع ووضع النفس في مكانة لا يمكن أن يقترب منها العابثون، وليس السماح لهم ثم إضاعة العمر بالتصدي لهم وتنفس الألم عند الصدمة التي قد تؤدي لفقدان الثقة بالنفس أو بالجنس الآخر وأحياناً بالاثنين معاً.
المختار الاسلامي
إرسال تعليق